أن ننضر إلى النهر المصنوع من الزمن والمياه
ونتذكر أن الزمن نهر أخر،
أن نعرف أننا نكف عن الوجود،تماماً كالنهر
وأن وجوهنا تتلاشى،تماما كالمياه.
أن تشعر أن اليقظة هي نوم أخر
يحلم بأنه ليس نائم،و أن الموت
الذي ترهبه أجسادنا، هو نفسه الموت
الذي يعتادنا كل ليلة ونسميه نوما .
أن نرى في اليوم أو في السنة رمزاً
لأيام النوع الإنساني وسنواته
أن نُترجم حنق السنين
إلى موسيقى و إشاعة ورمز
أن نرى في الموت نوما، وفي الغروب
ذهباً حزيناً، فذالك هو الشعر
خالداً معوز.لأ ن الشعر
يرجع كالفجر والغروب
في أوقات الظهيرة، يطل علينا
وجه ما من أعماق مرأة،
لابد أن الفن مثل تلك المرأة
التي تنجلي لنا عن وجهنا نحن.
يروون كيف عوليس، وقد طوحة به الأعاجيب
كان يبكي حباً، ليلمح الطريق إلى إيثاكا
متواضعة خضراء
الفن هو إيثاكا
الأبد الأخضر تلك، وليس الأعاجيب.
وكنهر لا نهاية له أيضاً
يتقضى ويبقى، مرأة لشخص هيرقلطس القُلّب
الذي هو نفسه وشخص أخر سواه
مثل النهر لا نهاية له.
( خورخي لويس بورخيس )-فن الشعر- ترجمة سعيد الغانيمي
المؤسسة العربية للدراسات و النشر-عمان الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق